الأربعاء، 18 فبراير 2015

من دروس البلاغة الكناية

من طرف Unknown  
9:57 ص

     الكناية

الكناية : تعبير نستعمله في غير معناه الأصلي الذي وُضِع له, مع جواز إرادة المعنى الأصلي
ومثال ذلك قول العرب قديمًا:   ( هذا الرجل كثير رماد القدر)
والمقصود بذلك أنه كريم, ويدل على ذلك المعنى الأصلي للعبارة, فقديمًا كان الطهي على الحطب وكثرة الرماد تحت القدر دليل على كثرة الطهي مما يعنى الكرم, وقد يكون المقصود بالعبارة المعنى الأصلي لها فقط.
aاحمر وجه الفتاة .
المعنى المقصود من ذلك هو الخجل والحياء, وقد يكون المقصود منه أيضًا هو احمرار وجهها لشيء آخر.
a المسلم يده نظيفة .
المعنى المقصود من هذا التعبير هو العفة والطهارة, وليس غسل اليد, وقد يكون المعنى الأصلي للعبارة والألفاظ هو المقصود من الكلام
أنواع الكناية
1 – كناية عن صفة:
معناها أن نقصد من التعبير الذي نتحدث به صفة معينة مثل (الطهارة والكرم والحياء والندم والخوف والفرح و.......) 
aقال الله تعالى  (ويوم يعض الظالم على يديه.....)
التعبير القرآني كناية عن صفة وهي الندم, فالمقصود من عض الظالم على يديه أنه يندم ندمًا شديدًا على عدم اتباعه لرسول الله.
aحضرت ورقة الامتحان فاصفر وجهي .
والتعبير هنا كناية عن صفة وهي الخوف والقلق
2 – كناية عن موصوف :
وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (العرب – اللغة – السفينة) ونفهمها من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف .
aقال الشاعر : يا ابنة اليم ما أبوك بخيل..... 
كناية عن موصوف وهو السفينة فمن المعروف أن اليم هو البحر والسفينة مثل ابنته لأنها هي التي تسير فيه.
a يتقاتل البشر حرصًا على السيطرة على الذهب الأسود.
الذهب الأسود كناية عن موصوف وهو النفط, وعرفنا ذلك من خلال صفته التي وصفه الناس بها وعرف من خلالها.
3– كناية عن نسبة :
وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شيء متصل بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة – البلاغة – الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
مثال : قال الشاعر : أبو نواس في مدح والي مصر :
 aفما جازه جود ولا حل دونه          ولكن يسير الجود حيث يسير
فقد نسب الجود والكرم إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه الممدوح
aالعفاف بين عينيه.
وهنا كناية عن نسبة وهي العفاف وقد نسبناه إلى عينيه لإظهار مدى حيائه وعفته فلا ينظر إلا لما أحل الله له

كيف أفرق بين الكناية والاستعارة ؟
للتفريق بين الكناية والاستعارة لابد لك أن تعلم أن الاستعارة لا يمكن أن نريد بها المعنى الأصلي مطلقًا, فلو قلنا (حكا النيل أمجادنا) هل يمكن أن نستعمل العبارة بمعناها اللفظي الحقيقي؟ بالطبع لا , بل لابد أن نعرف أن النيل استعارة.
أما الكناية فيمكن أن نريد بها المعنى الأصلي لعبارتها, كقولك ( زيد أصفر الوجه) وهنا يمكن أن يكون المعنى الأصلي هو المقصود وأن زيدًا في الحقيقة وجهه أصفر من أثر المرض, وقد نريد بها الكناية عن الخوف.
سر جمال الكناية
الإتيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل عليه في إيجاز و تجسيم                                                  

                     تدريبات
بين الكناية فيما يأتي :
1 - يقول الشابي مخاطباً المستعمر : سخرت بأنّات شعب ضعيف .
2 - قالت الخنساء في أخيها صخر : طويلُ النِّجادِ رفيعُ العِمَادِ
3- للبارودي وهو يتحدث عن الخديو إسماعيل :
                      يَوَدُّ الفتَى أنْ يجمعَ الأرضَ كُلَّها         إليه ولمَّا يَدْرِ ما اللهُ صانِعُ
4 - قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : الخيل معقود بنواصيها الخير .
5 - قال الله تعالى : (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) (القمر:13) .
6 - لعنترة :          وفي الحرب العوان ولدت طفلًا         ومن لبن المعامع قد سقيت
7 - اليُمْن يتبع ظله والمجد يمشي في ركابه
8 - لعمرو بن كلثوم في معلقته :        بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْباً وَطَعْناً ..
9 - لحسان بن ثابت في الإشادة بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم :
                       لا يفخرون إذا نالوا عدوهم           وإن أصيبوا فلا خور ولا جُزُعُ
10- للمتنبي:        فالخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني     والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
11 - قال الشاعر : الجود بين ثيابه والفضل بين ركابه
12 – لشوقي في غربته :        يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِيلٌ       مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَبْسِ ؟

13 - للأعشى في وصف محبوبته : .. ولا تَرَاها لسِرِّ الجار تَخْتَتِل (تسترق)

                                                    مع تحياتي
       أ-محمود فودة
معلم أول أ لغة عربية بمدرسة كفر سعد الثانوية بدمياط 

محمود عبد الفتاح فودة مدرس أول لغة عربية بمدرسة كفر سعد الثانوية - حاصل على ليسانس آداب و تربية من جامعة المنصورة 1997



0 التعليقات:

المشاركات الشائعة

المنهل

ا.محمود فوده

back to top